الثلاثاء، 3 يناير 2012

  
 استخدام القوة الناعمة في الصراع
كلما مرت الأيام , وتكشفت المواقف , تباينت الرؤية وأصبحت الصورة أشد وضوحا
هذا التباين هو لا شك من الخير الذي لابد أن يستغل فيعقبه مثله

فلقد أدى ذلك التباين إلى خلق حالة من الفرقان والتي يحلو للبعض أن يسميها
تمايزا في المواقف المختلفة للفرقاء اللاعبين في الحقل السياسي

انقسم اللاعبون إلى فريقين رئيسيين , حزب للفضيلة وآخر للرذيلة

وكان من أهم العوامل التي أدت إلى ظهور حزب الفضيلة هذا , وتوغله وشيوع صيته بين عموم الشعب المصري المسلم هو أنه حورب بأشد ما تكون وسائل الحرب

وأصحاب حزب الرذيلة وهم في خضم حربهم الشعواء لم ينتبهوا لتلك المسلمة التي تقول " أن الشيء إذا بالغت في مقاومته خلق له أتباع من حيث لا تدري "

فقدموا بذلك خدمة جليلة عظيمة لا يحبون هم أنفهسم أن يحمدوا عليها , ولكن الحمد لله رب العالمين

ظنوا بامتلاكهم أسلحة دمارهم الشامل والتي يتمثل أشدها فتكا في وسائل الإعلام أنهم سيمتلكون العمق كما ملكوا زورا السطح

فاستحواذهم على السطح يظهرهم ويبرزهم بطبيعة الحال ولأنه سطح لابد أن يظهر

أما العمق فالوصول إليه صعب من حيث هو في العمق , فانفصلوا من حيث لم ينتبهوا عن ذلك العمق , واغتروا بظهورهم الخادع على السطح ...

يا أيها الداعون إلى حزب الرذيلة , الفضيلة هي العمق ,هي الشارع , ألا تعقلون ؟!

لقد اضطررتم الشعب إلى أن ينظر إلى العمق , الشعب لم يعد غبيا يرضى بسطحكم ولا بسطحيتكم وكذبكم وزوركم من خلال إعلامكم البعيد كل البعد عن أقل قواعد الحيادية أو الحرفية والمصداقية

فيا ليته تحلى بالحرفية وهو يكذب , ولكن الحمد لله افتقر إلى الحرفية فأصبح كذبه ظاهرا واضحا جليا , ولاعزاء للحيادية والتي قبرت من زمن

تلك الحالة من التباين , ساعدت بقوة على الإلتفاف التلقائي حول الداعين إلى حزب الفضيلة , فهم ينادون بما يريده الشارع في العمق , فهذا الشارع مسلم ومتدين

حربهم على الفضيلة أدت إلى فضيحتهم من حيث لا يشعرون فأصبحوا قلة من حيث يحسبون أنهم امتلكوا وسائل الغلبة والإنتشار , وسكنوا إلى كونهم النخبة , وليست النخبة بالضرورة تكون نخبة جيدة من مجمل سيء , بل العكس هو الحاصل

والدور الآن يأتي إلى حزب الفضيلة , فرجال الفضيلة لابد أن يتعاملوا في تلك المرحلة الحاسمة بكل ذكاء وفطنة

فليس معنى إلتفاف الشارع حولهم الآن ان يكتفوا بذلك , لا , بل عليهم أن يبادروا بالهجوم بكل ضراوة , مستخدمين ما يسمى في السياسة بالقوة الناعمة .

لا ضير أن تستخدم وسائل الهجوم التي كان يحاول عدوك في أن يسعتملها ضدك , فتحاربه بسلاحه الذي حاربك هو به ابتداءا

بل تحاربه وهو ممسك بذلك السلاح , حتى يتبين له أن ذلك السلاح لم يعد أبدا ذا قيمة فيتخلى عنه ويزهد فيه

لابد لأصحاب الفضيلة أن يقوموا بغزوات أشبه بتلك الغزوات التي قاموا بها في غزوة الصناديق وغزوة الأنابيب وغزوة الخبز ومن قبل غزوة الطماطم

فلقد ملكوا العمق والحمد لله , ولن يستقيم حال هذا العمق ألا وهو الشارع إلا بقوة تدعم تواجدهم داخله

وهنا يأتي دور السلاح الذي أشرت إليه سابقا

وهو الإعلام

الوقت الآن مناسب تماما للقيام بغزوة الإعلام , ولا أقصد هنا الإعلام الديني من فضائيات إسلامية لا , بل أقصد كما اشرت سلاحهم هم , لابد لنا أن نغزوهم في عقر دارهم متسلحين بالقوة الناعمة

لابد أن نكون ما يعرف " باللوبي الإعلامي " أو " اللوبي الضاعط على إعلامهم " فأنا لا أقصد أن نحول إعلامنا نحن إلى لوبي فهذا محال لأنه إعلام موجه بطبيعة الحال ومصبوغ بصبغة معينة , و قد يأتي دوره ولكن ليس الآن

أقول أننا لابد لنا أن نكون قوة ضاغطة على إعلامهم هم , لابد ان نجعلهم يفكرون ألف مرة قبل أن يقوموا بأي هجمة من افتراء أو كذب أو تشويه

هذه القوة الناعمة تتمثل في التواجد شبه اليومي والضاغط بقوة على رؤوس القوم

لابد أن نعلمهم أن أصحاب الفضيلة من الكثرة ما يشعرهم بالقلق على جماهيريتهم بل تواجدهم

والطريقة الحكيمة في تلك الحرب هي أن نبدأ بالمدح والمساندة دون الذم والهجوم

لابد أن يختار أصحاب الفضيلة بعض الرموز والتي يظن فيها بعض الحيادية والإنصاف
حتى لو انتموا من بعيد إلى حزب أصحاب الرذيلة , فيساندونهم ويشعرونهم بأهمية تواجدهم وشعبيتهم

لابد لهم أن يتأكدوا أن من ضمن جمهورهم كم غفير من أصحاب الفضيلة

هذه الخطوة من أهم الخطوات التي يجب أن يتنبه إليها أصحاب الفضيلة في هذه المرحلة الحاسمة في الصراع

وهذا الموقف من المواقف التي تصلح أن تسمى " موقفا بديلا عن الحرب الخشنة " أو الدفاع المستميت فلقد مللنا المواقف الدفاعية ولقد جاء وقت الغزوات

وأسأل الله أن ينصر الحق وأهله وأصحاب الفضيلة ورجالها

وأن يفضح الباطل وأهله وأصحاب الرذيلة و ليس فيها رجال وأنى لها 

وسلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين  
منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق